طرقني ذكراها بالحاح هذ الصباح ،
تلك الصديقة التي عرفتها و أنا أعيش رهبة الأجواء الجامعية
و شعور الغربة ، و الارتباك في أيامي الأولى ،
كانت تسبقني بعام ،
أخذت بيدي ، بدون أدنى معرفة في ذلك الوقت ،
و قدمت لي يد العون ، بكل ود ، و ورحابة صدر
ودعوتها في آخر اليوم على كوب من القهوة، في كفتيريا الجامعة ،
معتقدة أنّه سيكون عربون شكر لها ، قبل أن تفرقنا هذه الأروقة المتعددة ،
ونتوه في هذا الزحام ،
و لكني كنت على خطأ ، و كان للأقدار ترتيب آخر ،،
فلم يكن ذلك تعارفاً عابراً ، بل مجرّد بداية
تكرّر بعدها اللّقاء مرّات ومرّات
و أخذ يتحوّل شيئاً فشيئاً من لقاء عابر ، إلى لقاء بعد ترتيب مسبق
إلى لقاء عابق بالشوق ، دافئ بالوئام
ومن بين أصابع تلك اللقاءات، كانت المحبّة تتسلّل إلى قلبينا شيئاً فشيئاً
حتى حولتنا من مجرد غريبتين التقتا ذات عون ،
إلى صديقتين اتفقتا على الصدق ، و الوفاء
أصبحنا بعدها متلاصقتين في أغلب الأوقات
وقد ملكت عليّ فؤادي ، بطيبة قلبها ، وحلو عشرتها ،
و تسامحها مع أخطائي التي لم تكن قليلة يوماً ما ...!
،
ورغم أنّها كانت تسبقني بعام
إلا أنّني تخرجتُ قبلها ، فقد كنتُ متفوقة عنها بمراحل
أمّا هي ، فقد كانت متكررة الاخفاقات ، ولكن ، عصيّة على اليأس ، و الاستسلام
إلا أنّ ذلك لم يكن يوماً ليحدث بيننا فرقاً ، أو شيئاً من جفاء
بل على العكس ، أعطاني الفرصة لأكون بجانبها دوماً عندما تخفق
و أطير معها فرحاً ، عندما تنجح بعد لأي ، و لأواء ..!
،
وبعد تخرجي ، و تخرجها بعدي بعام ، سارت كل منا في طريقها
ورغم أنّني أدركتُ منذ اللحظة الأولى أنّ طريقانا كانا متعاكسين
إلا أنّني لم أملك ألا أن أتابع سيري ، و لم تملك هي إلا أن تتابع سيرها
ومع كلّ خطوة ، كانت مسافات اللقاء التي قرّبت بيننا يوماً ، تتحوّل
بدهاء الأقدار إلى مسافات أخرى ، تفصل بين جسدينا كلّما ازددنا بعداً
و تتخطفنا فيها مشاغل الوقت ، و ظروف الحياة ، لتلهينا عن قلوبنا ، ومن سكنوا بها
وتركوا على جدرانها نقوش الوفاء
و كأنّي بي اليوم وقد أفقتُ من غفلتي ، و نظرتُ خلفي ،
فهالتني المسافة التي قطعتها بعداً عنها ...!
لقد مضى عام تقريباً على آخر لقاء ،
ولم تُذكّرني بها ، أو تُذكِّرها بي مناسبات مررنا بها هذا العام ،،
تناولتُ هاتفي الجوّال ، لأترجم به أشواقي :
أنا ، مازلتُ هنا!
أستظل معك بسقف ذات الزمان ،
ومازالت ذكراك أيتها الوفاء عالقة بالوجدان
رغم أني بت أشعر أن مسافات كثيرة تفصلنا
أبعد من مسافات المكان
أمازلت تذكرين الحنين ، أم قد طواها النسيان ؟
و : إرسال
لم تمض دقائق ، حتى جاءني صوتها على الطرف الآخر
مشحوناً بالشوق ، متوقاً للقاء
وكان صباحي و صباحها ، مغسولاً بدموع العتاب /
//
غريب أمر هذه الدنيا
تجبرنا على أن نعيش بعيدا عمن نحب ،،
و قريبا ممن لا نحب ،،
وغريب أمر هذا الزمن
كلما زادت فيه وسائل الاتصال ،
زادت أسباب الإنفصال !
و غريب هو أمرنا :
نمعن في تجاهل نداء أرواحنا ،
راكضين بحمق خلف وميض الماديات !
//
تلك الصديقة التي عرفتها و أنا أعيش رهبة الأجواء الجامعية
و شعور الغربة ، و الارتباك في أيامي الأولى ،
كانت تسبقني بعام ،
أخذت بيدي ، بدون أدنى معرفة في ذلك الوقت ،
و قدمت لي يد العون ، بكل ود ، و ورحابة صدر
ودعوتها في آخر اليوم على كوب من القهوة، في كفتيريا الجامعة ،
معتقدة أنّه سيكون عربون شكر لها ، قبل أن تفرقنا هذه الأروقة المتعددة ،
ونتوه في هذا الزحام ،
و لكني كنت على خطأ ، و كان للأقدار ترتيب آخر ،،
فلم يكن ذلك تعارفاً عابراً ، بل مجرّد بداية
تكرّر بعدها اللّقاء مرّات ومرّات
و أخذ يتحوّل شيئاً فشيئاً من لقاء عابر ، إلى لقاء بعد ترتيب مسبق
إلى لقاء عابق بالشوق ، دافئ بالوئام
ومن بين أصابع تلك اللقاءات، كانت المحبّة تتسلّل إلى قلبينا شيئاً فشيئاً
حتى حولتنا من مجرد غريبتين التقتا ذات عون ،
إلى صديقتين اتفقتا على الصدق ، و الوفاء
أصبحنا بعدها متلاصقتين في أغلب الأوقات
وقد ملكت عليّ فؤادي ، بطيبة قلبها ، وحلو عشرتها ،
و تسامحها مع أخطائي التي لم تكن قليلة يوماً ما ...!
،
ورغم أنّها كانت تسبقني بعام
إلا أنّني تخرجتُ قبلها ، فقد كنتُ متفوقة عنها بمراحل
أمّا هي ، فقد كانت متكررة الاخفاقات ، ولكن ، عصيّة على اليأس ، و الاستسلام
إلا أنّ ذلك لم يكن يوماً ليحدث بيننا فرقاً ، أو شيئاً من جفاء
بل على العكس ، أعطاني الفرصة لأكون بجانبها دوماً عندما تخفق
و أطير معها فرحاً ، عندما تنجح بعد لأي ، و لأواء ..!
،
وبعد تخرجي ، و تخرجها بعدي بعام ، سارت كل منا في طريقها
ورغم أنّني أدركتُ منذ اللحظة الأولى أنّ طريقانا كانا متعاكسين
إلا أنّني لم أملك ألا أن أتابع سيري ، و لم تملك هي إلا أن تتابع سيرها
ومع كلّ خطوة ، كانت مسافات اللقاء التي قرّبت بيننا يوماً ، تتحوّل
بدهاء الأقدار إلى مسافات أخرى ، تفصل بين جسدينا كلّما ازددنا بعداً
و تتخطفنا فيها مشاغل الوقت ، و ظروف الحياة ، لتلهينا عن قلوبنا ، ومن سكنوا بها
وتركوا على جدرانها نقوش الوفاء
و كأنّي بي اليوم وقد أفقتُ من غفلتي ، و نظرتُ خلفي ،
فهالتني المسافة التي قطعتها بعداً عنها ...!
لقد مضى عام تقريباً على آخر لقاء ،
ولم تُذكّرني بها ، أو تُذكِّرها بي مناسبات مررنا بها هذا العام ،،
تناولتُ هاتفي الجوّال ، لأترجم به أشواقي :
أنا ، مازلتُ هنا!
أستظل معك بسقف ذات الزمان ،
ومازالت ذكراك أيتها الوفاء عالقة بالوجدان
رغم أني بت أشعر أن مسافات كثيرة تفصلنا
أبعد من مسافات المكان
أمازلت تذكرين الحنين ، أم قد طواها النسيان ؟
و : إرسال
لم تمض دقائق ، حتى جاءني صوتها على الطرف الآخر
مشحوناً بالشوق ، متوقاً للقاء
وكان صباحي و صباحها ، مغسولاً بدموع العتاب /
//
غريب أمر هذه الدنيا
تجبرنا على أن نعيش بعيدا عمن نحب ،،
و قريبا ممن لا نحب ،،
وغريب أمر هذا الزمن
كلما زادت فيه وسائل الاتصال ،
زادت أسباب الإنفصال !
و غريب هو أمرنا :
نمعن في تجاهل نداء أرواحنا ،
راكضين بحمق خلف وميض الماديات !
//