الصبر.. إنه أساس الحياة وعمادها الذي يشد من دعائمها حتى تبقى قائمة..
أو على الأقل مستقيمة ما أمكنها الأمر..
الصبر في الحياة حسب رأيي هو ليس صبرا عند الشدائد والمحن..
ليس صبرا عند الشدة واشتداد وتيرة الزمن...
بل إنه كالهواء الذي نتنفسه كل يوم..
هل رأيت معي الالتحاق بعالم الكبار بعد الطفولة..
إنه عالم يصبح فيه العقل المتحكم في الأفعال والتصرفات..
هل رأيت مشقة أن تنعكس الأدوار فتصبح طالبا لا مطلوبا ...
وتصبح مسؤولا لا سائلا ..
أوليس ذلك ناتج من إحساس في دواخل النفس... إنه الصبر....
--------------------------------------------------------------------------------
تصبر على عدم تمكنك من أن تبكي أمام الملء في مواقف الحياة...
تصبر على عدم قدرتك على الصراخ حينما لا تُلبى مطالبك...
تصبر عندما لا تستطيع أن تقفز وتجري وسط الدنيا كلها..
لأن وقت القفز والجري ولـّى..
ثم هل رأيت صبر الأصدقاء على بعضهم البعض..
أن تصبر في مواقف تمر بك معهم .. قد لا تجدهم حين تحتاجهم ..
أو قد يجرحونك بقصد منهم أو دون قصد..
كيف تفسر عودة العلاقة بسرعة لما كانت عليها ونسيان الجروح بعد الألم..
أليس هو الصبر على الأذى والجروح، بلى إنه الصبر...
ثم أيام الدراسة كلها، سهر الليل، رغم التعب، والحرمان من النوم رغم النعاس..
أليس هو صبر لنيل نتائج مرضية، بلى إنه الصبر..
ثم بعد الرشد ونُضج العقل حين تُصبح مسؤولا عن عمل ما ..
قد تواجهك مشاكل في العمل، أو مع أرباب العمل، أو مع زملائك الموظفين..
تحاول التغلب عليها ولكن بعسر وصعوبة ولكن ما يجعلك تتغلب عليها هو الصبر..
نعم إنه صبر على التحمل يُعطيك قوة وجلدًا..
ثم حين تكون أسرة وأطفالا، وتصبح عنهم مسؤولا..
تُصادفك مشاكل تتخلل الحياة مع زوجك وأولادك ...
أليس الصبر هنا هو سلاحك للتحدي والمواجهة، بلى إنه الصبر..
ثم عند المرض وعند الألم وعند فقدان الرفاق، وموت الأحبة..
ما الذي يجعلك تتقوى وتتجلد، أليس هو الصبر، بلى إنه الصبر..
--------------------------------------------------------------------------------
ما أقواه هذا الإحساس فمن ملكه فقد حاز على الدنيا ...
وعلى سلاح التغلب على مصاعبها.. إنه الصبر...